المقص المسحور
كان هناك ثلاثة من الإخوة الأشقاء شادو ومادو ورادو الثلاثة من أسرة واحدة وأبناءً لأب
واحد قد توقي منذ عدة أسابيع والثلاثة لا مصدر لهم من الرزق كان أبوهم رجلا بسيطا
وفقيرا وكان يكد ويعمل من أجل أن يأتي لهم بالطعام والرزق 00 أما أمهم فهي مريضة
وطريحة الفراش وتحتاج إلي دواء ورعاية ومن أين لهم بهذه الأموال ولا عمل لهم وهم
ما زالوا في مراحل التعليم المختلفة00 اجتمع الثلاثة ذات يوم وهم يفكرون ماذا نصنع
وكيف نتصرف في هذا الموقف العصيب ؟ قال مادو لا بد لنا من حل 00 لا بد أن نفكر
سويا في وسيلة لإنقاذنا من الجوع إننا نريد أن نكمل تعليمنا إننا متفوقون 0
قال شادو : ليس لنا حل فالحل عند الله الخالق الرازق وليس لنا حيلة 000ظل الثلاثة في
حالة من الصمت قال رادو : إنه لا يوجد معنا حتى مبلغ بسيط من المال لكي نحلق به
شعرنا 00 قال مادو : تذكرت شيئا ما سوف أذهب لإحضار المقص الجديد الذي كان قد
أحضره والدي لنا ووضعه في الصندوق الموجود في حجرتنا للضرورة حتي لا يصدأ
إن وقع عليه الماء 00 وحينما قام مادو إلي المقص لإحضاره وبينما هو يمسك به تحرك
المقص في يده فخاف مادو وخرج مهرولا إلي إخوته قال المقص لا تخف يا بني فأنا
أحبكم كلكم وأخاف عليكم من الفقر وسوف أساعدكم علي التخلص من حالة الفقر التي
تعانون منها 00 قال شادو في لهفة هل ستعطي لنا أموالا كثيرة ؟
قال المقص المسحور: لا و لكن سوف أصبح حلاقا لكم وما عليكم إلا وضع المقص
علي الرأس ثم أقوم أنا بإكمال الباقي ولكي أريكم مهارتي في الحلاقة سوف أقوم بحلق
شعركم أنتم الثلاثة فأنا أعلم أنه لا يوجد أي مال معكم لحلق رؤوسكم وانطلق المقص
ليحلق لهم شعرهم وكان كل واحد منهم مرآة أخيه وتأكدوا أن هذا المقص مقصا مسحورا
وأن الله عوضهم خيرا بعد وفاة والدهم 00 قاموا بعمل إعلان في القرية عن فتح محل حلاقة 0
وضحك أهل القرية عليهم وقالوا متي تعلمتم الحلاقة هل دفعكم الفقر إلي خداع الناس
00 وقال لهم أصدقاؤهم في المدرسة ألم تجدوا عملا طيبا غير الحلاقة إنها مهنة رديئة
ولم يعبأ الإخوة الثلاثة بأي من هذه الأقوال وجربوا وتأكد الناس من جودة حلاقتهم ومن
مهارتهم وفضلوهم علي غيرهم من الحلاقين وزاد الطلب عليهم فأصبح لهم محل راقي
في البلدة وتحسنت الأحوال المادية فاشتروا منزلا كبيرا لهم وشفيت أمهم تماما من
المرض الذي كانت تعالج منه00
واشتروا محلا ثانيا ولكنهم كانوا قد تعلموا الحلاقة الحقيقية وبدلا من أن يعتمدوا علي
المقص اعتمدوا أيضا علي مهارتهم الشخصية ولم يترك الثلاثة العلم ولا المدرسة فكان
كل واحد منهم يبذل قصاري جهده في تحصيل العلم وتفوقوا أيضا في دراستهم ,
أصبحت أسرة الثلاثة الأشقاء من أغني الأسر داخل القرية وأصبح عندهم مال وفير
ورزق كبير وبعد أن أتقن الثلاثة الأشقاء المهنة جاء المقص ذات يوم وقال لهم إنني الآن
قد أديت دوري معكم وأنقذتكم من الضياع وما علي إلا أن أغادر المكان معكم وأذهب إلي
آخرين يحتاجون إلي مساعدة 00 قالوا له نعم أنت أديت دورا عظيما لنا ولكن إن ذهبت
إلي حلاقين آخرين لتساعدهم فسوف نخسر نحن لأنهم سيكونون أمهر منا 00قال لا
تخافوا سوف أذهب إلي آخرين في بلدة غير بلدتكم ولكن لن أذهب إلا إلي أفراد
مخلصين ويحتاجون إلي المساعدة وتركهم المقص المسحور وهم في غاية الامتنان له
والشكر علي ما قدم لهم من خدمة لا تنسي 00 ومرت الأيام وكبر الأولاد الثلاثة الأشقاء
وهم يمارسون العمل ويدرسون ولا يفرطون في دراستهم وأصبح الثلاثة علماء ناجحين
ومتميزين في مجالات مختلفة أفادت العلم والوطن أما الأول شادو فقد أصبح عالما في
الطبيعة 00 والثاني رادو فقد أصبح طبيبا ناجحا والثالث مادو فقد أصبح عالما في
الهندسة الوراثية 000
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الكهف المهجور
كان ميدو تلميذاً متفوق من أسرة فقيرة جدا وكان بيته صغيرا وله أخوة كثيرون وكانوا
أصغر منه في مراحل التعليم فكانوا يقومون بعمل ضوضاء كثيرة فكان لا يستطيع
المذاكرة ولا التحصيل وسط هذه الضوضاء كما أن صوت الجيران كان أيضا مرتفعا
ولكن ما الحيلة ؟ لم يجد ميدو إلا أن يذهب إلي أعلي الجبل الذي يوجد بجوار منزله
حيث كان منزلهم في آخر القرية الصحراوية ولكنه كان يصطحب بعض الأصدقاء معه
فهو يخاف أن يذهب وحده 00 حذره بعض الأصدقاء من الذهاب إلي أعلي الجبل ولكنه
قال ماذا أصنع إنني احتاج إلي الهدوء والبعد عن الناس والضوضاء حتي أستطيع
المذاكرة وكما قال الشاعر:
فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
يجب أن أكد وأتعب حتى أشعر بطعم النجاح وحتى أخرج من الدائرة التي أنا فيها وإلا
سأصبح فيها إلي الأبد 00وذات يوم بينما كان يذاكر ميدو وحده ولم يجد أحدا من
أصدقائه يذاكر معه وكان بجوار كهف مهجور أمطرت السماء مطرا شديدا وهنا لم يجد
ميدو بدا من أن يدخل الكهف حتي يزول المطر وكان الجو في داخل الكهف شبه مظلم
إلا أن ميدو كان يقف علي باب الكهف من الداخل ولما نظر إلي الكهف وجد الكهف
مضيئا إضاءة تامة لم يفكر في ما حدث ولم يشعر بشئ إلا أنه فتح الكتاب وبدأ في
المذاكرة من جديد فقد كان عنده امتحان أعمال السنة في اليوم التالي وكان يجب أن يستعد
له استعدادا تاما 00
جلس علي الأرض وانهمك في القراءة بينما الزوابع والأمطار الغزيرة خارج الكهف
0 ومر الوقت ولا يشعر ميدو بما حدث أما صديقاه فقد جاءا إليه ليطمئنا عليه خاصة في
هذا الجو الشديد المطر وجاءا له بمعطفه الجلدي الواقي من المطر وبعض السندوتشات
خاصة وأنه لم يتناول طعام الغداء كما يجب فقد تناول نصفه وانصرف ليذاكر وأرسلت
له والدته ذلك مع أصدقائه 000
وظلوا يبحثون عن ميدو ولما لم يجدوه صعدوا إلي الكهف لعلهم يجدوه ونظروا إلي
الكهف فوجدوا شيئا عجيبا 00 ميدو يقرأ والجو مضئ لم يصدق أحد ما رأي حتي دخل
الكهف بنفسه وأمسك بالكتاب وظل يقرأ هو الآخر وسألوا ميدو من أين أتت هذه الإضاءة
؟ ولكن ميدو لم يكن يدري بذلك ولم يكن يهتم بها والغريب أنه بدأ يتنبه مثلهم لذلك 00 ثم
سألهما هو من الذي دلكما علي هذا المكان ؟ قالا له المطر الشديد 00 خفنا عليك فجئنا
للبحث عنك 0تناول ميدو السندوتش الذي أرسلته إليه والدته ثم سأل نفسه من أين أتت
هذه الإضاءة التي تملأ الحجرة ؟ ولكن لعل السبب هو هذا المصباح القديم الموجود في
ركن الحجرة واتجه صديقه ديدو علي الفور للإمساك بالمصباح وبمجرد أن أمسك به
انطلق صوت غريب لم يروا مصدره 0 قائلا أنا المصباح الغريب أنا المصباح العجيب
00 ذهل الجميع وكادوا أن يهربوا من شدة الخوف 00
وفعلا استعدوا للهروب ولكن المتكلم قال لهم : لا تهربوا وإلا سببت لكم جميعا الأذى فأنا
لا أؤذي غير الجبناء00 وهنا تشجع شادو الثالث قائلا من أنت ؟ قال أنا عفريت من الجن
حبسني أحد السحرة القساة القلب انتقاما مني لأنني لم أنفذ تعاليمه في إيذاء الناس
00 ولهذا فأنا أتعذب بحبسي في هذا المكان الصغير منذ ألف سنة حتي أنقذني الله وكنتم
أنتم السبب في خروجي منه بمجرد أن حرك أحدكم المصباح00 وأنا مدين لكم جميعا
بهذا الجميل وأنا الذي أضأت الكهف لميدو حتى يذاكر وكنت أتمني أن يتقدم لتحريك هذا
المصباح من مكانه ولكنني أعذره فهو لا يعلم سر هذا المصباح , وسوف أضيء لكم
الكهف دائما في أي وقت تأتون فيه إليه 0 وذلك بأن أترك لكم هذه الجوهرة المشعة , هذه
الجوهرة تضيء طول العمر ولكن دون أن تتحرك من مكانها وحين تخرجون ضعوا
عليها غطاءً حتي لا يتسرب ضوءها 00 ثم تركهم وانصرف وقال أنا مدين لكم بإنقاذي
من الحبس وسوف أخرج لأستمتع بالحياة 00
وفرح الثلاثة بالجوهرة الجميلة التي حصلوا عليها ولم يصدقوا ما هم فيه 0 وما حدث
لهم وأصبحوا كل يوم يأتون للمذاكرة في هذا الكهف الذي لم يصبح مهجورا ففد أصبح
معمورا بهم وأصبح الثلاثة محبين أكثر لهذا المكان الغريب والذي لم يطلع أحد من
الزملاء علي سره وانتهي العام الدراسي وأصبح ميدو الأول وديدو الثاني وشادو هو
الثالث وقامت المدرسة بتكريمهم الثلاثة وقالت عليهم الثلاثة الأصدقاء وذات يوم جاء
الثلاثة إلي الكهف ليلعبوا مع أحد الأصدقاء الذي أراد أن يعرف سر هذا الكهف الذي
يذاكرون فيه كل يوم ولما وجد الجوهرة المنيرة أراد سرقتها وهنا حركها من مكانها ولم
يكن يدري بسرها وبالتالي انكشف سره إلي الأصدقاء وضاع مفعول الجوهرة السحرية
وهنا أخذها ميدو عنده في المنزل وقال لصديقيه ديدو وشادو الذين كانا شركاءه في
الكهف سوف أبدلكما بشئ أعظم منها وستبقي هذه الجوهرة نيشانا وتذكارا عندي للأبد
وبمجرد أن وضعها علي مكتبه تحولت هذه الجوهرة إلي قطعة أثرية من الذهب وكانت
تضيء له في الظلام حينما يأتي للمذاكرة وتنطفيء حينما يذهب إلي النوم 00وأصبحت
هذه الجوهرة تذكره بأيام الكفاح والنجاح التي كان يعاني فيها أيام طفولته
كان هناك ثلاثة من الإخوة الأشقاء شادو ومادو ورادو الثلاثة من أسرة واحدة وأبناءً لأب
واحد قد توقي منذ عدة أسابيع والثلاثة لا مصدر لهم من الرزق كان أبوهم رجلا بسيطا
وفقيرا وكان يكد ويعمل من أجل أن يأتي لهم بالطعام والرزق 00 أما أمهم فهي مريضة
وطريحة الفراش وتحتاج إلي دواء ورعاية ومن أين لهم بهذه الأموال ولا عمل لهم وهم
ما زالوا في مراحل التعليم المختلفة00 اجتمع الثلاثة ذات يوم وهم يفكرون ماذا نصنع
وكيف نتصرف في هذا الموقف العصيب ؟ قال مادو لا بد لنا من حل 00 لا بد أن نفكر
سويا في وسيلة لإنقاذنا من الجوع إننا نريد أن نكمل تعليمنا إننا متفوقون 0
قال شادو : ليس لنا حل فالحل عند الله الخالق الرازق وليس لنا حيلة 000ظل الثلاثة في
حالة من الصمت قال رادو : إنه لا يوجد معنا حتى مبلغ بسيط من المال لكي نحلق به
شعرنا 00 قال مادو : تذكرت شيئا ما سوف أذهب لإحضار المقص الجديد الذي كان قد
أحضره والدي لنا ووضعه في الصندوق الموجود في حجرتنا للضرورة حتي لا يصدأ
إن وقع عليه الماء 00 وحينما قام مادو إلي المقص لإحضاره وبينما هو يمسك به تحرك
المقص في يده فخاف مادو وخرج مهرولا إلي إخوته قال المقص لا تخف يا بني فأنا
أحبكم كلكم وأخاف عليكم من الفقر وسوف أساعدكم علي التخلص من حالة الفقر التي
تعانون منها 00 قال شادو في لهفة هل ستعطي لنا أموالا كثيرة ؟
قال المقص المسحور: لا و لكن سوف أصبح حلاقا لكم وما عليكم إلا وضع المقص
علي الرأس ثم أقوم أنا بإكمال الباقي ولكي أريكم مهارتي في الحلاقة سوف أقوم بحلق
شعركم أنتم الثلاثة فأنا أعلم أنه لا يوجد أي مال معكم لحلق رؤوسكم وانطلق المقص
ليحلق لهم شعرهم وكان كل واحد منهم مرآة أخيه وتأكدوا أن هذا المقص مقصا مسحورا
وأن الله عوضهم خيرا بعد وفاة والدهم 00 قاموا بعمل إعلان في القرية عن فتح محل حلاقة 0
وضحك أهل القرية عليهم وقالوا متي تعلمتم الحلاقة هل دفعكم الفقر إلي خداع الناس
00 وقال لهم أصدقاؤهم في المدرسة ألم تجدوا عملا طيبا غير الحلاقة إنها مهنة رديئة
ولم يعبأ الإخوة الثلاثة بأي من هذه الأقوال وجربوا وتأكد الناس من جودة حلاقتهم ومن
مهارتهم وفضلوهم علي غيرهم من الحلاقين وزاد الطلب عليهم فأصبح لهم محل راقي
في البلدة وتحسنت الأحوال المادية فاشتروا منزلا كبيرا لهم وشفيت أمهم تماما من
المرض الذي كانت تعالج منه00
واشتروا محلا ثانيا ولكنهم كانوا قد تعلموا الحلاقة الحقيقية وبدلا من أن يعتمدوا علي
المقص اعتمدوا أيضا علي مهارتهم الشخصية ولم يترك الثلاثة العلم ولا المدرسة فكان
كل واحد منهم يبذل قصاري جهده في تحصيل العلم وتفوقوا أيضا في دراستهم ,
أصبحت أسرة الثلاثة الأشقاء من أغني الأسر داخل القرية وأصبح عندهم مال وفير
ورزق كبير وبعد أن أتقن الثلاثة الأشقاء المهنة جاء المقص ذات يوم وقال لهم إنني الآن
قد أديت دوري معكم وأنقذتكم من الضياع وما علي إلا أن أغادر المكان معكم وأذهب إلي
آخرين يحتاجون إلي مساعدة 00 قالوا له نعم أنت أديت دورا عظيما لنا ولكن إن ذهبت
إلي حلاقين آخرين لتساعدهم فسوف نخسر نحن لأنهم سيكونون أمهر منا 00قال لا
تخافوا سوف أذهب إلي آخرين في بلدة غير بلدتكم ولكن لن أذهب إلا إلي أفراد
مخلصين ويحتاجون إلي المساعدة وتركهم المقص المسحور وهم في غاية الامتنان له
والشكر علي ما قدم لهم من خدمة لا تنسي 00 ومرت الأيام وكبر الأولاد الثلاثة الأشقاء
وهم يمارسون العمل ويدرسون ولا يفرطون في دراستهم وأصبح الثلاثة علماء ناجحين
ومتميزين في مجالات مختلفة أفادت العلم والوطن أما الأول شادو فقد أصبح عالما في
الطبيعة 00 والثاني رادو فقد أصبح طبيبا ناجحا والثالث مادو فقد أصبح عالما في
الهندسة الوراثية 000
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الكهف المهجور
كان ميدو تلميذاً متفوق من أسرة فقيرة جدا وكان بيته صغيرا وله أخوة كثيرون وكانوا
أصغر منه في مراحل التعليم فكانوا يقومون بعمل ضوضاء كثيرة فكان لا يستطيع
المذاكرة ولا التحصيل وسط هذه الضوضاء كما أن صوت الجيران كان أيضا مرتفعا
ولكن ما الحيلة ؟ لم يجد ميدو إلا أن يذهب إلي أعلي الجبل الذي يوجد بجوار منزله
حيث كان منزلهم في آخر القرية الصحراوية ولكنه كان يصطحب بعض الأصدقاء معه
فهو يخاف أن يذهب وحده 00 حذره بعض الأصدقاء من الذهاب إلي أعلي الجبل ولكنه
قال ماذا أصنع إنني احتاج إلي الهدوء والبعد عن الناس والضوضاء حتي أستطيع
المذاكرة وكما قال الشاعر:
فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
يجب أن أكد وأتعب حتى أشعر بطعم النجاح وحتى أخرج من الدائرة التي أنا فيها وإلا
سأصبح فيها إلي الأبد 00وذات يوم بينما كان يذاكر ميدو وحده ولم يجد أحدا من
أصدقائه يذاكر معه وكان بجوار كهف مهجور أمطرت السماء مطرا شديدا وهنا لم يجد
ميدو بدا من أن يدخل الكهف حتي يزول المطر وكان الجو في داخل الكهف شبه مظلم
إلا أن ميدو كان يقف علي باب الكهف من الداخل ولما نظر إلي الكهف وجد الكهف
مضيئا إضاءة تامة لم يفكر في ما حدث ولم يشعر بشئ إلا أنه فتح الكتاب وبدأ في
المذاكرة من جديد فقد كان عنده امتحان أعمال السنة في اليوم التالي وكان يجب أن يستعد
له استعدادا تاما 00
جلس علي الأرض وانهمك في القراءة بينما الزوابع والأمطار الغزيرة خارج الكهف
0 ومر الوقت ولا يشعر ميدو بما حدث أما صديقاه فقد جاءا إليه ليطمئنا عليه خاصة في
هذا الجو الشديد المطر وجاءا له بمعطفه الجلدي الواقي من المطر وبعض السندوتشات
خاصة وأنه لم يتناول طعام الغداء كما يجب فقد تناول نصفه وانصرف ليذاكر وأرسلت
له والدته ذلك مع أصدقائه 000
وظلوا يبحثون عن ميدو ولما لم يجدوه صعدوا إلي الكهف لعلهم يجدوه ونظروا إلي
الكهف فوجدوا شيئا عجيبا 00 ميدو يقرأ والجو مضئ لم يصدق أحد ما رأي حتي دخل
الكهف بنفسه وأمسك بالكتاب وظل يقرأ هو الآخر وسألوا ميدو من أين أتت هذه الإضاءة
؟ ولكن ميدو لم يكن يدري بذلك ولم يكن يهتم بها والغريب أنه بدأ يتنبه مثلهم لذلك 00 ثم
سألهما هو من الذي دلكما علي هذا المكان ؟ قالا له المطر الشديد 00 خفنا عليك فجئنا
للبحث عنك 0تناول ميدو السندوتش الذي أرسلته إليه والدته ثم سأل نفسه من أين أتت
هذه الإضاءة التي تملأ الحجرة ؟ ولكن لعل السبب هو هذا المصباح القديم الموجود في
ركن الحجرة واتجه صديقه ديدو علي الفور للإمساك بالمصباح وبمجرد أن أمسك به
انطلق صوت غريب لم يروا مصدره 0 قائلا أنا المصباح الغريب أنا المصباح العجيب
00 ذهل الجميع وكادوا أن يهربوا من شدة الخوف 00
وفعلا استعدوا للهروب ولكن المتكلم قال لهم : لا تهربوا وإلا سببت لكم جميعا الأذى فأنا
لا أؤذي غير الجبناء00 وهنا تشجع شادو الثالث قائلا من أنت ؟ قال أنا عفريت من الجن
حبسني أحد السحرة القساة القلب انتقاما مني لأنني لم أنفذ تعاليمه في إيذاء الناس
00 ولهذا فأنا أتعذب بحبسي في هذا المكان الصغير منذ ألف سنة حتي أنقذني الله وكنتم
أنتم السبب في خروجي منه بمجرد أن حرك أحدكم المصباح00 وأنا مدين لكم جميعا
بهذا الجميل وأنا الذي أضأت الكهف لميدو حتى يذاكر وكنت أتمني أن يتقدم لتحريك هذا
المصباح من مكانه ولكنني أعذره فهو لا يعلم سر هذا المصباح , وسوف أضيء لكم
الكهف دائما في أي وقت تأتون فيه إليه 0 وذلك بأن أترك لكم هذه الجوهرة المشعة , هذه
الجوهرة تضيء طول العمر ولكن دون أن تتحرك من مكانها وحين تخرجون ضعوا
عليها غطاءً حتي لا يتسرب ضوءها 00 ثم تركهم وانصرف وقال أنا مدين لكم بإنقاذي
من الحبس وسوف أخرج لأستمتع بالحياة 00
وفرح الثلاثة بالجوهرة الجميلة التي حصلوا عليها ولم يصدقوا ما هم فيه 0 وما حدث
لهم وأصبحوا كل يوم يأتون للمذاكرة في هذا الكهف الذي لم يصبح مهجورا ففد أصبح
معمورا بهم وأصبح الثلاثة محبين أكثر لهذا المكان الغريب والذي لم يطلع أحد من
الزملاء علي سره وانتهي العام الدراسي وأصبح ميدو الأول وديدو الثاني وشادو هو
الثالث وقامت المدرسة بتكريمهم الثلاثة وقالت عليهم الثلاثة الأصدقاء وذات يوم جاء
الثلاثة إلي الكهف ليلعبوا مع أحد الأصدقاء الذي أراد أن يعرف سر هذا الكهف الذي
يذاكرون فيه كل يوم ولما وجد الجوهرة المنيرة أراد سرقتها وهنا حركها من مكانها ولم
يكن يدري بسرها وبالتالي انكشف سره إلي الأصدقاء وضاع مفعول الجوهرة السحرية
وهنا أخذها ميدو عنده في المنزل وقال لصديقيه ديدو وشادو الذين كانا شركاءه في
الكهف سوف أبدلكما بشئ أعظم منها وستبقي هذه الجوهرة نيشانا وتذكارا عندي للأبد
وبمجرد أن وضعها علي مكتبه تحولت هذه الجوهرة إلي قطعة أثرية من الذهب وكانت
تضيء له في الظلام حينما يأتي للمذاكرة وتنطفيء حينما يذهب إلي النوم 00وأصبحت
هذه الجوهرة تذكره بأيام الكفاح والنجاح التي كان يعاني فيها أيام طفولته
عدل سابقا من قبل fadwa في 29/06/09, 08:25 am عدل 1 مرات